من أجل الحق نضحي
صاحب الدعوة إلى الله يؤمن إيمانا لا جدال فيه و لا شك معه ، و يعتقد اعتقادا أثبت من الرواسي و أعمق من خفايا الضمائر ، بأنه ليس هناك إلا فكرة واحدة هي التي تنقذ الدنيا المعذبة ، و ترشد الإنسانية الحائرة ، و تهدى الناس سواء السبيل ، و هي لذلك تستحق أن يضحى في سبيل إعلائها و التبشير بها و حمل الناس عليها بالأرواح و الأموال و كل رخيص و غال ، هذه الفكرة هي – الإسلام الحنيف – الذي لا عوج فيه ، و لا شر معه ، و لا ضلال لمن اتبعه ، ففكرتنا لهذا إسلامية بحتة ، على الإسلام ترتكز و منه تستمد ، و له تجاهد ، و في سبيل إعلاء كلمته تعمل ، لا تعدل بالإسلام نظاما ، و لا ترضى سواه إماما ، و لا تطع لغيره أحكاما .
و يقول الإمام الشهيد عن التضحية " و أريد بالتضحية بذل النفس و المال و الوقت و الحياة ، و كل شيء في سبيل الغاية . و ليس في الدنيا جهاد بلا تضحية.." ، فيؤكد رضى الله عنه أن التضحية روح الجهاد و ماؤه و غذاؤه فلا دعوة بلا جهاد و لا جهاد بلا تضحية .
و لا يمكن لفكرة أن تسود أو مبدأ أن ينتشر أو قيمة أن تعلو أو منهج أن يطبق أو نظام أن يستقر إلا برجال يؤمنون به ، و يدعون إليه بالحسنى ، و يضحون من أجله بكل ما يملكون من نفس أو مال أو جهد أو وقت مهما كلفهم ذلك من نقص في الأموال و الأنفس و الثمرات ، فيجود المؤمن بنفسه التي بين جنبيه ، و ماله الذي جمعه ، و ولده الذي أنجبه ، و زوجته التي أحبها ، بل بالدنيا كلها و ما فيها ...
( قل إن كان آباؤكم و أبناؤكم و إخوانكم و أزواجكم و عشيرتكم و أموال اقترفتموها و تجارة تخشون كسادها و مساكن ترضونها أحب إليكم من الله و رسوله و جهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره و الله لا يهدى القوم الفاسقين ) .
و يوم ترى الإنسانية الحق ممثلا في أمة تعرفه و تحبه و تحرسه و تنشره ، و تدعو إليه ، و تضحى في سبيله ، يومها ستسلم لها الزمام و تسير خلفها طوعا ، يومها يهرب الظلم ، و ينكمش الباطل ، و يتراجع الشيطان بتضحيات الرجال التي تربوا على مائدة الرحمن ، و نهلوا من نبع محمد صلى الله عليه و سلم
( لكن الرسول و الذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم و أنفسهم و أولئك لهم الخيرات و أولئك هم المفلحون ) .
و ها هو الإمام البنا يصدع بهذا بين الإخوان فيقول " لقد قام هذا الدين بجهاد أسلافكم على دعائم قوية من الإيمان بالله ، و الزهادة في متعة الحياة الفانية أو إيتاء الخلود ... و التضحية بالدم و الروح و المال في سبيل مناصرة الحق ، و حب الموت في سبيل الله ، و السير في ذلك كله على هدى القرآن الكريم . فعلى هذه الدعائم القوية أسسوا نهضتكم و أصلحوا نفوسكم و ركزوا دعوتكم و قودوا الأمة إلى الخير و الله معكم و لن يتركم أعمالكم " .
ألا يستحق هذا الدين أن نضحي بكل ما نملك في سبيل نشره و حفظه ؟! ( اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دنياً ) ... ألا يستحق الدين الكامل و النعمة التامة أن نشكر الله عليها و نعلو إلى ذروة التضحية و نسعى للموتة الطاهرة ..( لوددت أن أقتل في سبيل الله ثم أحيا ، ثم أقتل ، ثم أحيا ، ثم أقتل ) ..... و تأمل حال سحرة فرعون ، و كيف صنعهم الإيمان ؟ و هم الذين ما عرفوا لهم ربا إلا فرعون ، فأقسموا بعزته ، و احتموا بقوته ، و افتقروا إليه ، فلما دخل الإيمان قلوبهم صاروا رجالا ، فضحوا بكل ما يملكون ، و هانت عليهم أوراحهم ... ( قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات و الذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضى هذه الحياة الدنيا ) .
و سل التاريخ عن ياسر و عمار و سمية ، و بلال و صهيب و خباب ، و مصعب و أم سلمة و عثمان ، سل عنهم مكة و المدنية ، سل عنهم يوم بدر و أحد و الخندق ... ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا ) .
و تدبر سيرة سيد ولد آدم صلى الله عليه و سلم و هو يصف حاله فيقول : ( لقد أوذيت في الله ، و ما يؤذى أحد ، و أخفت في الله و ما يخاف احد..... ) ، تذكر ما فعلته حمالة الحطب ، تذكر يوم الطائف و ما فيه ، تذكر يوم منع من دخول بلده و وطنه ، تذكر أن منهم في تفل في وجهه و منهم من حثا عليه التراب و منهم من سبه و منهم من حاول خنقه و قتله و دس السم له في الطعام ، تذكر حادثة الأفك و ما فيها ، هذا غيض من فيض كريم ، حتى صار صلى الله عليه و سلم لهم و لنا قدوة طيبة و أسوة حسنة في التضحية و البذل و التحمل و الفداء ، و العطاء ، فصار شعار التضحية عندهم كأنه ترنيمة يطيب لها أذن السماع فتسمع منهم ...... " فداك أبى و أمي يارسول الله " ... " هبي ريح الجنة هبي " ...
" غداً نلقى الأحبة محمداً و صحبه " ... " موتوا على ما مات عليه " ... " فلا نامت أعين الجبناء " ... " فزت و رب الكعبة " ... " إني لأجد ريح الجنة دون أحد " . ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الأخر و ذكر الله كثيرا ) .
و يقول الإمام البنا " إن الأمة التي تحسن صناعة الموت و تعرف كيف تموت الموتة الشريفة يهب لها الله الحياة العزيزة في الدنيا و النعيم الخالد في الآخرة ، و ما الوهن الذي أذلنا إلا حب الدنيا و كراهية الموت ، فأعدوا أنفسكم لعمل عظيم و احرصوا على الموت ؛ توهب لكم الحياة ، و اعلموا أن الموت لابد منه و أنه لن يكون إلا مرة واحدة ، فإن جعلتموها في سبيل الله كان ذلك ربح الدنيا و ثواب الآخرة ، و ما يصيبكم إلا ما كتب الله لكم... " . و يقول سيد قطب عن الإمام الشهيد " و ما كانت ألف خطبة و خطبة و لا ألف رسالة للفقيد الشهيد لتلهب الدعوة في نفوس الإخوان ، كما ألهبتها قطرات الدم الزكي المهراق . أن كلماتنا تظل عرائس من الشمع ، حتى إذا متنا في سبيلها دبت فيها الروح و كتبت لها الحياة . و حينما سلط الطغاة الأقزام الحديد و النار على الإخوان كان الوقت قد فات ، كان البناء الذي أسسه البنا قد استطال على الهدم ....... فالحديد و النار لم يهدما فكرة في يوم من الأيام ، فذهب الطغيان ....................و بقى الإخوان .
( فاستمسك بالذي أوحى إليك إنك على صراط مستقيم )
صاحب الدعوة إلى الله يؤمن إيمانا لا جدال فيه و لا شك معه ، و يعتقد اعتقادا أثبت من الرواسي و أعمق من خفايا الضمائر ، بأنه ليس هناك إلا فكرة واحدة هي التي تنقذ الدنيا المعذبة ، و ترشد الإنسانية الحائرة ، و تهدى الناس سواء السبيل ، و هي لذلك تستحق أن يضحى في سبيل إعلائها و التبشير بها و حمل الناس عليها بالأرواح و الأموال و كل رخيص و غال ، هذه الفكرة هي – الإسلام الحنيف – الذي لا عوج فيه ، و لا شر معه ، و لا ضلال لمن اتبعه ، ففكرتنا لهذا إسلامية بحتة ، على الإسلام ترتكز و منه تستمد ، و له تجاهد ، و في سبيل إعلاء كلمته تعمل ، لا تعدل بالإسلام نظاما ، و لا ترضى سواه إماما ، و لا تطع لغيره أحكاما .
و يقول الإمام الشهيد عن التضحية " و أريد بالتضحية بذل النفس و المال و الوقت و الحياة ، و كل شيء في سبيل الغاية . و ليس في الدنيا جهاد بلا تضحية.." ، فيؤكد رضى الله عنه أن التضحية روح الجهاد و ماؤه و غذاؤه فلا دعوة بلا جهاد و لا جهاد بلا تضحية .
و لا يمكن لفكرة أن تسود أو مبدأ أن ينتشر أو قيمة أن تعلو أو منهج أن يطبق أو نظام أن يستقر إلا برجال يؤمنون به ، و يدعون إليه بالحسنى ، و يضحون من أجله بكل ما يملكون من نفس أو مال أو جهد أو وقت مهما كلفهم ذلك من نقص في الأموال و الأنفس و الثمرات ، فيجود المؤمن بنفسه التي بين جنبيه ، و ماله الذي جمعه ، و ولده الذي أنجبه ، و زوجته التي أحبها ، بل بالدنيا كلها و ما فيها ...
( قل إن كان آباؤكم و أبناؤكم و إخوانكم و أزواجكم و عشيرتكم و أموال اقترفتموها و تجارة تخشون كسادها و مساكن ترضونها أحب إليكم من الله و رسوله و جهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره و الله لا يهدى القوم الفاسقين ) .
و يوم ترى الإنسانية الحق ممثلا في أمة تعرفه و تحبه و تحرسه و تنشره ، و تدعو إليه ، و تضحى في سبيله ، يومها ستسلم لها الزمام و تسير خلفها طوعا ، يومها يهرب الظلم ، و ينكمش الباطل ، و يتراجع الشيطان بتضحيات الرجال التي تربوا على مائدة الرحمن ، و نهلوا من نبع محمد صلى الله عليه و سلم
( لكن الرسول و الذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم و أنفسهم و أولئك لهم الخيرات و أولئك هم المفلحون ) .
و ها هو الإمام البنا يصدع بهذا بين الإخوان فيقول " لقد قام هذا الدين بجهاد أسلافكم على دعائم قوية من الإيمان بالله ، و الزهادة في متعة الحياة الفانية أو إيتاء الخلود ... و التضحية بالدم و الروح و المال في سبيل مناصرة الحق ، و حب الموت في سبيل الله ، و السير في ذلك كله على هدى القرآن الكريم . فعلى هذه الدعائم القوية أسسوا نهضتكم و أصلحوا نفوسكم و ركزوا دعوتكم و قودوا الأمة إلى الخير و الله معكم و لن يتركم أعمالكم " .
ألا يستحق هذا الدين أن نضحي بكل ما نملك في سبيل نشره و حفظه ؟! ( اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دنياً ) ... ألا يستحق الدين الكامل و النعمة التامة أن نشكر الله عليها و نعلو إلى ذروة التضحية و نسعى للموتة الطاهرة ..( لوددت أن أقتل في سبيل الله ثم أحيا ، ثم أقتل ، ثم أحيا ، ثم أقتل ) ..... و تأمل حال سحرة فرعون ، و كيف صنعهم الإيمان ؟ و هم الذين ما عرفوا لهم ربا إلا فرعون ، فأقسموا بعزته ، و احتموا بقوته ، و افتقروا إليه ، فلما دخل الإيمان قلوبهم صاروا رجالا ، فضحوا بكل ما يملكون ، و هانت عليهم أوراحهم ... ( قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات و الذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضى هذه الحياة الدنيا ) .
و سل التاريخ عن ياسر و عمار و سمية ، و بلال و صهيب و خباب ، و مصعب و أم سلمة و عثمان ، سل عنهم مكة و المدنية ، سل عنهم يوم بدر و أحد و الخندق ... ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا ) .
و تدبر سيرة سيد ولد آدم صلى الله عليه و سلم و هو يصف حاله فيقول : ( لقد أوذيت في الله ، و ما يؤذى أحد ، و أخفت في الله و ما يخاف احد..... ) ، تذكر ما فعلته حمالة الحطب ، تذكر يوم الطائف و ما فيه ، تذكر يوم منع من دخول بلده و وطنه ، تذكر أن منهم في تفل في وجهه و منهم من حثا عليه التراب و منهم من سبه و منهم من حاول خنقه و قتله و دس السم له في الطعام ، تذكر حادثة الأفك و ما فيها ، هذا غيض من فيض كريم ، حتى صار صلى الله عليه و سلم لهم و لنا قدوة طيبة و أسوة حسنة في التضحية و البذل و التحمل و الفداء ، و العطاء ، فصار شعار التضحية عندهم كأنه ترنيمة يطيب لها أذن السماع فتسمع منهم ...... " فداك أبى و أمي يارسول الله " ... " هبي ريح الجنة هبي " ...
" غداً نلقى الأحبة محمداً و صحبه " ... " موتوا على ما مات عليه " ... " فلا نامت أعين الجبناء " ... " فزت و رب الكعبة " ... " إني لأجد ريح الجنة دون أحد " . ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الأخر و ذكر الله كثيرا ) .
و يقول الإمام البنا " إن الأمة التي تحسن صناعة الموت و تعرف كيف تموت الموتة الشريفة يهب لها الله الحياة العزيزة في الدنيا و النعيم الخالد في الآخرة ، و ما الوهن الذي أذلنا إلا حب الدنيا و كراهية الموت ، فأعدوا أنفسكم لعمل عظيم و احرصوا على الموت ؛ توهب لكم الحياة ، و اعلموا أن الموت لابد منه و أنه لن يكون إلا مرة واحدة ، فإن جعلتموها في سبيل الله كان ذلك ربح الدنيا و ثواب الآخرة ، و ما يصيبكم إلا ما كتب الله لكم... " . و يقول سيد قطب عن الإمام الشهيد " و ما كانت ألف خطبة و خطبة و لا ألف رسالة للفقيد الشهيد لتلهب الدعوة في نفوس الإخوان ، كما ألهبتها قطرات الدم الزكي المهراق . أن كلماتنا تظل عرائس من الشمع ، حتى إذا متنا في سبيلها دبت فيها الروح و كتبت لها الحياة . و حينما سلط الطغاة الأقزام الحديد و النار على الإخوان كان الوقت قد فات ، كان البناء الذي أسسه البنا قد استطال على الهدم ....... فالحديد و النار لم يهدما فكرة في يوم من الأيام ، فذهب الطغيان ....................و بقى الإخوان .
( فاستمسك بالذي أوحى إليك إنك على صراط مستقيم )